بهدف دعم الدولة نحو تطوير سياسات تلبي حاجة المجتمع، تقوم منظمة س من خلال هذه الدراسة بدور الوسيط الموضوعي بين الدولة كمقدم للخدمات و بين المستفيد من هذه الخدمات من خلال جمع البيانات حول إحتياجات المستخدم وتقييم للوضع الحالي حسب تطلعاته، ثم إستخالص توصيات لتطوير سياسات الدولة بناًء على ذلك.
تركزت الدراسة حول المرافق الثقافية العامة كإحدى أنواع الموارد الثقافية نظرًا لأهمية هذا المورد للقطاع كأساس للنشاطات الثقافية، كما أنه نقطة إلتقاء بين صناع الثقافة والمجتمع حيث تتشكل قيم الثقافة الإجتماعية والإقتصادية. استهدف البحث مجموعة المستخدم المباشر للمرافق الثقافية العامة التي تم حصرها (وهم النشطاء الثقافيين من فنانين ومدراء منظمات مجتمع مدني ثقافية) ممن استخدموا المرافق المحددة لمرة على الأقل منذ سنة 2019.
تحدد النطاق الجغرافي للمشروع أولاً بشكل عام في سبع محلات من بلدية طرابلس المركز والتي تشكل المركز الحيوي للعاصمة، وثانيًا بشكل خاص في محلة المدينة القديمة حيث يتركز العدد الأكبر من المرافق الثقافية النشطة حسب نتائج البحث.
على مدى تسعة أشهر، تضمنت الدراسة عدة مراحل لفهم آراء واحتياجات المستخدم المباشر و لحصر وتوثيق الخدمات المتاحة، ذلك بمنهجية تجمع بين البيانات النوعية والبيانات الكمية من خلال: مقابالت وحلقة نقاش مع عينة من النشطاء الثقافيين، مقابالت مع صناع القرار على المستوى المحلي، زيارات ميدانية، و تحليل السياسات الحالية.
خريطة المرافق الثقافية العامة
ضمن المحلات السبع المركزية التابعة لبلدية وسط طرابلس
قاعدة بيانات أساسية
تـــــــــــــــحـليل
النشاطات الفنية
تكشف الخريطة وقاعدة البيانات الأساسية أعلاه عن توزيع المرافق بين الممارسات الثقافية
يتبين بالتالي غياب التساوي في عدد المرافق المتاحة لبعض النشاطات الفنية مقارنةً بأخرى
مساحات فارغة مجهز جزئيًا الموسيقي النحت ندوات الخزف السينما الأدب المسرح الفنون الجميلة
نوع المرافق
تكشف البيانات عن فجوة في السياسات الثقافية العامة من حيث الإهتمام بتوفير مرافق توزيع فقط مع غياب مرافق مخصصة للإنتاج لمعظم أنواع النشاطات الفنية بإستثناء المسرح حيث يمكن إستخدامه لبعض الجوانب من الإنتاج المسرحي
مرافق الانتاج
15٪
85٪
مرافق التوزيع
مرافق الانتاج
مرافق التوزيع
توزيع المرافق
للتقييم النظر في إمكانية الوصول الجغرافي للمجتمعات المحلية إلى المساحات الثقافية ضمن تخطيط البلدية ، تُظهر البيانات التوزيع غير المتكافئ للمرافق الثقافية بين المحلات
يبدو من خلال البيانات غياب سياسات تهتم بالتوزيع الجغرافي المتساوي للمرافق بين المحلات لأهمية ذلك في جعلها قريبة ومتاحة للمجتمعات المحلية. يلاحظ أن العدد الأكبر من المرافق الثقافية في نطاق المشروع تقع داخل مدينة طرابلس القديمة؛ موقع تاريخي يديره جهاز إدارة المدينة القديمة
8 مـــحـــلـة المدينة القديمة
1 مـــحـــلـة عمر المختار
3 مـــحـــلـة ميدان الشهداء
0 مـــحـــلـة بالخير
1 مـــحـــلـة الظهرة
1 مـــحـــلـة الصريم
1 مـــحـــلـة عين الدوارة
8
1
1
3
1
1
تقرير 1: مقابلات مع المستخدمين
الهدف: مسح تقييم المستخدم للخدمات والاحتياجات الحالية
مجموعة التركيز: المستخدمون المباشرون للمرافق المعنية ؛ أي الفنانين ومديري المجتمع المدني الثقافي
ضمن مشروع حصر الموارد الثقافية، أقيم هذا الإستطلاع لغرض فهم آراء صناع الثقافة والفنون حول الدعم المقدم لهم من الدولة من خلال المرافق الثقافية العامة والخدمات المتوفرة بها كإحدى الموارد الثقافية الملموسة الأساسية للقطاع
إتخذ البحث منهجية المقابلات المباشرة الشبه منظمة مع 12 شخصية كعينة من مستخدمي المرافق التي تم توثيقيها في خارطة الموارد الثقافة لهذا المشروع ، وتم استبعاد المرافق المقفلة منذ 2019 حسب مصادر من المؤسسات العامة المعنية. المشاركين في هذا الإستطلاع هم فنانين أو مدراء منظمات مجتمع مدني الثقافية الذين استخدموا هذه المرافق مرة واحدة على الأقل منذ عام 2019.
ملخص المقابلات
اعرب المستخدمين عن سعادتهم باقامة الانشطة وبمشاركة الجمهور المتزايدة والذي يمكنهم من توصيل الرسائل التي يحملها الفن كنوع من التاثير المجتمعي . وما يجعل العملية سلسة من وجهة نظرهم هو سهولة اجرائات حجز الفضائات الثقافيه
ولكن هناك بعض الصعوبات والنقص في الإمكانيات المتوفرة التي تجعلهم ملزمون بالتخطيط والتجهيز لفترة طويلة قبل اقامة النشاط مما يحد من عدد الانشطة الثقافية التي يمكنهم التجهيز لها في العام
ذكر المستخدمون بأنهم ملزمون بتنظيف المكان قبل الحدث ، و أحياناً طلائه مجددا لان الاماكن تكاد تكون مهجورة ولا تفتح الا حين اقامة النشاط الفني ، فتكون المبادرة بشكل شخصي لتوفيرمعدات التنظيف والصيانه ايضا إن لزم الامر
من جهة أخرى ، لوحظ تحسين مؤخراً في بعض الاماكان الثقافيه مثل دار حسن الفقيه و دار نويجي كما قال 4 من المستخدمين حيث تتوفر الآن معدات تكبير الصوت التي كانت في السابق مسؤولية توفيرها علي المستخدم ، كما تحسنت الإضاءة الاصطناعية بعض الشيء في دار الفقيه منذ بضعة سنوات إستجابةً للإستخدام المتكرر لإحدى الغرف كمعرض للوحات الفنية ولكن لا تزال الإضاءة غير متوافقة مع معايير المعارض الفنية.
تحدث 6 من المستخدمين عن مشكلة ضيق المساحات و صعوبة استقبال عدد كبير من الجمهور بها خصوصاً في ظل جائحة كورونا ، إضافةً إلى عدم إمكانية عرض عدد كبير من الأعمال
في المقابل ، ذكر المستخدمين أنه في حالة رغبتهم في عرض عدد أكبر من الأعمال فانهم مضطرون لإيجار أماكن أخرى حيث تتوفر مساحة أكبر على عكس المرافق الثقافية العامة المجانية والصغيرة في حجمها
اضاف 2 من المستخدمين بأنهم يواجهون صعوبة في ايجاد الاماكن المناسبة لاعطاء دورات تدريبية في الفنون بسبب ما تتطلبه الانشطه الفنية من بيئة مخصصه يسمح فيها باستعمال مواد سائله حيث يخشي ان تتعرض الارضية او الجدران للتلف
و هذا الامرلا يختلف كثيرا عن وضع الفنون المسرحيه حسب آراء 4 مشاركين من هذا المجال ، حيث ذكروا بأنه في الوقت الحالي لا يتوفر للمسرحين في طرابلس مساحات للتدريب والذي ساهم في توقف العروض المسرحية في طرابلس من وجهة نظرهم ، كما اعربوا عن حالة من الإحباط بسبب إفتقاد المجال للدعم والتحفيز من جهة ومن جهة أخرى بسبب مشاكل حول ملكية بعض من المسارح المتبقية وخلافات مؤسساتية حول الاستخدامات والمسؤوليات المالية ، والتي بالتالي أدت إلى قفل بعض المرافق وركود المجال المسرحي
الخلاصة
يتبين من مجموعة الاراء التي تم توثيقها خلال هذه الدراسة بأن الضعف يكمن في ادارة المرافق والإستثمار في تطويرها خدمياً ، فالمتاح حالياً عدد من المساحات المخصصة ولكن لا يتوفر في معظمها المعدات أو الخصائص التي تتوافق مع النشاط ومعاييره، خصوصاً وأن بعض المباني المخصصة للنشاطات الثقافية داخل وخارج المدينة القديمة هي مبان تاريخية شيدت لإستخدامات أخرى فتكون إعادة التوظيف إما غير متكاملة أو مقيدة للحفاظ على الهوية التاريخية للمبنى. هذا إضافةً إلى وجود أنشطة فنية حية محلياً ولكن لم يخصص لها مرافق كالفنون الحرفية بانواعها حتي تكاد تكون منسيه وغريبة علي المجتمع. ختاماً، هناك بعض التحسينات المتواضعة ولكن لابد من مراجعة السياسات وتحسين استراتجيات دعم القطاع الثقافي خصوصاً
نقاش حول الطاولة
بشأن الاحتياجات وتوصيات السياسة
مجموعة التركيز: المديرين والمستخدمين على المدى الطويل للمنشآت الثقافية العامة والخاصة
ساعتان ، 26 نوفمبر 2021
في إطـار الـمرحـلـة الـثـانـيـة مـن هـذا الـشـروع , عقدت حلقة نقاش لاشـراك آراء 8 مـن الـفـاعـلـين الـثـقـافـيـين الـرائـديـن حول
أهمية المرافق الثقافية العامة للعاملين في القطاع والمجتمعات المحلية -
نقاط القوة والفجوات -
توصيات -
محاور النقاش
لماذا المجال الثقافي؟ -
تعريف الحراك الثقافي ومقوماته -
دور الرافق الثقافية في الحياة العامة -
مرافق الإنتاج و مرافق العرض , ودور كل منهما -
قراءة لواقع المرافق الثقافية العامة في مدينة طرابلس -
ما تصورك للمرافق الملائمة ؟ -
توصيات ومقترحات -
ملخص أهم النقاط التي طرحت من قبل المشاركين
الصعوبات ونقاط الضعف
-
من ناحية، النشاط الثقافي الذي يقوده المجتمع المدني والشخصيات الفنية معزول عن باقي المجتمع حيث يلاحظ تواجد نفس الدائرة من الجمهور في جميع المناسبات، كما يوجد عزوف في النشاط الثقافي الذي يسعى لمخاطبة وإشراك المجتمع. من ناحية أخرى، النشاط الثقافي الذي تقوده الجهات الحكومية مغيب وليس له دور يذكر، و يعاني من الكلاسيكية اللتي لم تعد تواكب إحتياجات الفنان والمجتمع في هذا العصر
-
المبادرات المستقلة للأفراد أو المجموعات أو المنظمات هي ثقافة جديدة لم نعهدها طيلة فترة نظام الجماهرية السابق. عليه يجب الأخذ بجملة من الاعتبارات الامنية واختلاف فهم الثقافة وتداعياتها
-
يتوفر عدد جيد من الفضاءات الثقافية المناسبة و اللتي تتماشى مع النشاط الثقافي بحجمه الحالي المتواضع والضعيف. ولكن عدد من الفراغات الثقافية مقفلة بسبب تحديات إدارية وتشغيلية.
-
لا يتم اشرك الناشطين الثقافيين المختصين في تفعيل هذه الفراغات واللذين قد يكون بإمكانهم تقديم مستوى أفضل من الإدارة والخدمات.
-
يلاحظ عدم اهتمام المؤسسات الحكومية بالصناعات التقليدية والتراث الفني ولا توجد سياسات واضحة بهذا الخصوص، بالرغم من امكانية التوأمة و اخد الخبرة والتبادل الثقافي مع دول مجاورة قامت بالحفاظ والتشجيع بالموروث والنشاط الثقافي بشكل يرتقي بالقطاع.
-
هناك خلط بين مفهوم فراغات العرض وفراغات الإنتاج الفني، وغياب الإهتمام بتوفير فراغات مخصصة ومجهزة للإنتاج
-
لا يوجد رابط تواصل فعال بين الأفراد الناشطين والفنانين والمؤسسات الحكومية. بعض المؤسسات الحكومية لديها بيروقراطيات لا تسمح للشراكة مع افراد او مؤسسات خاصة، وليس لها الامكانيات لإدارة هذه الشراكة. كما يوجد عزوف عن مشاركات الجهات الحكومية من قبل المنظمات والفنانين لضعف ما يمكن للأول اضافته للثاني
-
اعرب اغلب المشاركين عن الحاجة الملحة للتطوير سياسات المؤسسات الحكومية المعنية بالمرافق، والعمل على فتح الشراكة العادلة مع الناشطين / المشغلين الثقافيين والفنانين، حتى يتسنى لهم المساهمة في تطوير المرافق الثقافية وبالتالي القطاع
ملخص ما أوصى به المشاركون
-
ترسيخ ثقافة التعاون في الإدارة الثقافية عبر المشاركة، تقييم الفنون، التشغيل والانخراط وكل الاعتبارات التي ترفع من البنية التحتية لهذا القطاع
-
يجب تهيئة المشغلين الثقافيين بالمرافق وبناء قدراتهم والاستعانة بمقيمين فنيين متخصصين في الفنون حيث يمكن توظيفهم لفترة مؤقتة أوعبر برامج إدماج
-
الانفتاح وإعادة النظر في سبل التوصل والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية لإتاحة فرص لفهم أعمق للمتغيرات الخاصة بالحراك الثقافي والمشهد العام
-
الربط بين كلية الفنون والمراكز الثقافية عبر برامج توطد العلاقات وتفتح فرص لخلق مدراء ثقافيين جدد
-
تحديد هوية كل فراغ ثقافي حيث يخصص كل مبنى لنشاط فني معين، مما يمكن من بناء الخدمات الإدارية والتقنية الملائمة لذلك النشاط في كل مرفق وخلق البيئة المناسبة له
-
تحسين السياسات (تحديداً الخاصة بإدارة جهاز المدينة القديمة) بخصوص إدارة الفراغات الثقافية وإدارة العقود الخاصة بهم والتطبيق العادل لهذه السياسات بوضع آليات متابعة وتقييم لهذه الفراغات
(مبدئي) استطلاع آراء
ضمن مشروع حصر الموارد الثقافية، تم تنفيذ عدد أربعة من المقابلات (محددة جزئياً semi-structured) مع أربعة من المسؤولين, هم:
-
صناع القرار من مكتب الثقافة، طرابلس،
-
ولجنة الثقافة في بلدية طرابلس المركز،
-
و عضو في اللجنة الإدارية وموظف في جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس،
تحديداً من هم في موقع تواصل مباشر مع المرافق الثقافية المشمولة في نطاق المشروع.
الهدف من المقابلات هو فهم وجهة النظر الأخرى من منظور العاملين في مؤسسات الدولة المعنية، وإظهار الصعوبات التي تعرقل تطوير المرافق وخدمتها حسب تطلعات المستخدمين.
(هذا إستطلاع أولي يتبعه في مشروع آخر دراسة مفصلة حول السياسات الثقافية العامة للدولة.)
ملخص المقابلات:
-
حول الصعوبات التي توجهها مؤسسات الدولة في قطاع الثقافة والتي تساهم في ضعف الخدمات التي يتلقاها المستخدم، ذكر الأستاذ مدير مكتب الثقافة (طرابلس) التابع لوزارة الثقافة والتنمية المعرفية بحكومة الوحدة الوطنية أن هناك نقص في الاحصائيات والبيانات، خاصة تلك المتعلقة بالمرافق الثقافية، وبالتالي ردود فعل المكتب محدودة حتى الآن لعدم وضوح وضعية المرافق وإحتياجاتها. و يضيف بأنه من المتوقع أن الوضع سيتغير قريبا حيث صرح عن خطط لترميم وصيانة المباني الثقافية (بما يشمل أيضا المباني الرياضية) لرغبة مكتب الثقافة في إعادة تدعيم الثقافة داخل طرابلس وجعلها أكثر شمولية. كما أوضح مدير مكتب الثقافة أن هناك بعض التحديات الخارجة عن ارادتهم، منها التحديات الأمنية التي تعرقل عمل المكتب (مثل عدم قدرتهم على الولوج لبعض المرافق الثقافية نتيجة سيطرة او فرض اغلاقها من بعض الجهات).
-
حول اشراك الفنانين و مؤسسات المجتمع المدني وبناء الشراكات معهم من أجل تشابك الخبرات و وضع حلول مشتركة لتخطي الصعوبات، تطرق الأستاذ رئيس لجنة الثقافة في بلدية طرابلس المركز إلى خططهم في بناء قناة تواصل مع مستخدمين المرافق الثقافية من خلال اجتماعات دورية بهدف الحديث عن احتياجات الدور الثقافية. كما ذكر رغبة اللجنة (التي باشرت العمل حديثا) عن تنفيذ بعض السياسات الجديدة فيما يخص تعاون لجنة الثقافة بالبلدية مع النشطاء العاملين في المجال الثقافي داخل نطاق البلدية.
-
من ناحية إيجابية (والتي تدعمها البيانات الظاهرة في الخارطة أعلاه، وقواعد البيانات، وأراء المستخدمين في هذا المشروع التي توضح تركيز النشاط الثقافي في الأونة الأخيرة على المرافق الواقعة داخل محلة المدينة القديمة مقارنة بغيرها) ذكر مهندس من جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس أن هناك خطط لتسهيل اجراءات حجز واستخدام المرافق الثقافية الواقعة ضمن محلة المدينة القديمة للتسهيل على المستخدمين. كما ذكر ان الجهاز على تواصل مباشر مع العديد من المستخدمين ونشطاء المجتمع المدني المهتمين بالمرافق الثقافية ضمن ادارتهم، وشدد على أهمية وجود تواصل مستمر ومدى مساهمة ذلك في اثراء الحركة الثقافية وازدهار الحياة في المرافق خاصة تلك التاريخية منها.
-
حول توزيع المرافق الثقافية وتوفير الدعم بشكل متساو على المجتمعات المحلية، أوضح الأستاذ عضو المجلس البلدي والمدير السابق لإدارة المشروعات والتخطيط في بلدية طرابلس المركز أن البلدية بالعموم تعمل على تحقيق اللامركزية ووضع السياسات لذلك، حيث أنها لم تكن في ما سبق تعمل بحرية لوضع السياسات والاحكام التي تراها مناسبة، نظراً لأن ذلك لم يكن من اختصاصها.
تحليل:
لا يخفى على أحد وجود ضعف في الأداء التنفيذي في ما يخص قيام المرافق الثقافية العامة بدورها حسب إحتياجات المستخدمين. ولكن يظهر هنا بأن الأسباب لا تقتصر فقط على ضعف القدرات وشح في بعض جوانب السياسات (مثل غياب سياسة الشراكة أو التقييم على سبيل المثال لا الحصر)، بل يعود كذلك لعراقيل إدارية وتضارب الاختصاصات إلى جانب تحديات مالية وأمنية - مما يبرز إنعكاس الوضع في مستوى الدولة على المستوى المحلي.
بالرغم من ذلك، هناك مساحة للتطوير وبعض الحلول المتاحة، كما يؤكد ذلك أداء بعض المؤسسات الحكومية ونجاحها (النسبي) في إستقطاب المستخدمين والمهتمين. ولكن، في المجمل توجد فجوة ملحوظة في التواصل والتعاون بين أصحاب المصلحة من الجانبين الحكومي والغير حكومي، حيث يوجد غياب لاليات رسمية وواضحة للتواصل أو/و التقييم التي تشرك المستخدم و تضمن أخذ وجهة نظره في عين الإعتبار.
ويذكر أنه نظراً لمنهجية هذا الجزء من الدراسة المعتمدة على المقابلات المحددة جزئياً بهدف اتاحة المساحة لإبراز ما يحضى بإهتمام وأولويات المشاركين، يتضح توجه معظم الإجابات نحو الخطط والمساعي، بمقابل ما يبدو إهتمام أقل بتوضيح و تحليل الوضع الحالي والذي هو جانب مهم من التخطيط للحلول ولعملية التواصل الفعال بين مقدم الخدمة والمستفيد منها.
من ناحية أخرى، يشير ذلك لإدراك بشكل عام لنواحي الضعف الحالية وبالتلي التركيز على الحلول. فتبدو من خلال المقابلات بأن هناك رغبة من صناع القرار في وضع سياسات جديدة لتحسين عمل ومخرجات المرافق الثقافية؛ إدراكاً انه بإمكان المرافق الثقافية أن تساهم نحو رخاء المجتمع وإزدهاره معرفياً و التحسن الإقتصادي. هنا يكمن التقاطع بين أصحاب المصلحة من جهات حكومية وغير حكومية، وبالتالي تبرز فرصة تقارب يمكن الإستثمار فيها لبناء التعاون نحو الأهداف المشتركة.